بداية انحسار الوباء فى بعض البلاد – كوفيد-19

أعلنت حالة الوباء العالمى من قبل منظمة الصحة العالمية عندما وصل الفيروس الى أغلب دول العالم ، ثم بدأت بعض الدول تشهد انحسار الوباء تدريجيا لأنتشار الوباء فيها ، ومنها الصين وكوريا الجنوبية حيث شهد أنحسارا ملحوظا للوباء فى كلا البلدين بعض عدة أسابيع من ظهوره.

منذ ظهور فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض كوفيد ، فى مدينة وهان فى الصين فى ديسمبر 2019 ، ثم انتشاره الى العالم حيث أصاب تقريبا معظم دول العالم ، ونحن نراقب ما يحدث وتطورات انتشار الوباء في كل دولة.

مؤشرات أنحسار الوباء

بعدم أجتاح وباء كوفيد-19 الصين وكوريا وبعض الدول الأسيوية ثم أنحسر عنها تدريجيا ، بدأ ينتشر فى أوروبا وأمريكا وأخذ يتوحش فى موجة شرسة تصيب عشرات الألاف وتقتل عشرات الألاف ، وبدا وكأن الوباء سوف يقضى تماما على شعوب تلك الدول ، وهى الأكثر تقدما والأكثر ثراءا فى العالم.

اثبتت الدراسات التى أجريت على دول مثل الصين وكوريا الجنوبية أن الوباء يتخذ ىمسارا متشابها فى كل الدول ، حيث يبدأ بظهور حالات منفردة قليلة لبضعة أسابيع ثم تزداد الحالات بعد ذلك حتى تصل الى الذروة ، ثم تمشى فى خط منبسط لأيام ، بعدها تبدا الحالات الجديدة يوميا فى الأنخفاض تدريجيا.

فى الدول الى طبقت الأجراءات الوقائية بحزم كان الخط البيانى الذى يمثل الحالات كما هو موضح بالشكل بالأسفل. خط يصعد تدريجيا حتى يصل الى الذروة ثم يستقر عند القمة لبضعة أيام ، وبعهدها يهبط تدريجيا بسب تسجيل عدد أقل من الحالات يوميا حتى يصل العدد يوميا الى ما يقرب من الصفر.

بعد الوصول الى أقصى عدد من الحالات الجديدة فى يوم واحد ، أذا بدأ المنحنى فى عدم الصعود يكون هذا مؤشرا على أنها كانت الذروة ، وبعدها نتوقوع هبوط المنحنى تدريجيا. وهنا تكون بداية أنحسار الوباء وتوقفع عن الأنتشار السريع.

هذا هو ماحدث فى كل من أيطاليا وأسبانيا ، بعد أن توغل الوباء وأنتشر بشكل شرس ، وحصد كثير من الأرواح ، أعلنت أيطاليا ومن بعدها أسبانيا الوصول الى الذروة. كانت الذروة لأيطاليا فى يوم 21 مارس 2020 ، أم أسبانيا كانت يوم 26 مارس. أستمر المحنى شبه منبسط ما يقرب من أسبوع ، وبعدها دأ فى النزول.

المنحنى بالصورة التى شرحتها هو ما نتوقعه فى أى دولة تتخذ الأجراءات الوقائية وتطبقها بحزم. بعد بداية الأجراءات ببضعة أسابيع (3-4 أسابيع) تصل الحالات الى ذروتها ، ثم تستقر حوالى أسبوع ، ثم يهبط المنحنى تدريجيا.

لماذا تحاول البلدان تسطيح منحنى وباء كوفيد-19

يمكن أن يؤدي “معدل الزيادة المضاعفة”، وهو الانتشار السريع ، إلى حدوث مشكلات كبيرة ، حتى فى البلدان التي لديها أنظمة صحية متطورة يمكن أن يربكها العدد الهائل من الحالات. كان هذا هو الحال في منطقة لومباردي في إيطاليا ، حيث كانت المستشفيات تعاني من الحمل الزائد لدرجة وصول العدوى الى الطاقم الطبي. ما يقرب من 10 ٪ من مرضى كوفيد في لومباردي بحاجة إلى رعاية مكثفة ، مما أدى إلى وصول النظام الصحى إلى نقطة الانهيار.

وتتطلع بلدان أخرى إلى تجنب هذا الوضع عن طريق تسطيح المنحنى الوباء. بمعنى آخر ، منع وتأخير انتشار الفيروس حتى لا يصاب عدد كبير من السكان بالمرض في نفس الوقت. ولا يتم ذلك ألا عن طريق تطبيق حازم للإجراءات الوقائية من بداية من سرعة الأختبار المكثف ، وتتبع المخالطين وفرض الحجر المجتمعى والحجر الصحي للمصابين ، وتطبيق سياسة التباعد الأجتماعى.

هذه السياسة الوقائيةأذا طبقت بحزم، تضمن انحسار الوباء فى وقت قصير ، وبالتالى التقليل من الأضرار الصحية والأجتماعية والأقتصادية بشكل ملحوظ.

وهنا صورة توضح كيف أستطاعت دول مثل أيطاليا وفرنسا وأسبانيا الوصول الى تسطيح المنحنى ، ثم الوصول الى هبوطه تدريجيا، أملا فى انحسار الوباء خلال الأسابيع القليلة القادمة.

إجراءات أستراليا لمنع انتشار وباء كوفيد-19

عدد الحالات فى استراليا وصل الى 6,394 حالة.
والوفيات الى 61 وفاة  ، وأكثر من 50% حالات الشفاء.

نموذج أخر لدولة استطاعت تسطيح المنحنى ثم الوصول الى مرحلة انحسار الوباء بشكل واضح ، وهى دولة أستراليا، وتعد مثالا يجب أن تتبعه الدول الأخرى للوصول الى نفس النتائج قبل أن ينتشر فيها الوباء وخاصة الدول التى تعانى من ضعف أنظمتها الصحية. الشكل بالأسفل يبين الإجراءات الى اتخذت ، والتغيرات المصاحبة لها فى منحنى الوباء.

 المصادر:
www.worldmeters.info
World Health Organization (WHO), Centers for Disease Control (CDC), and National Health Service.