التعرق المفرط وسخونة اليدين والقدمين ، ما هى أهم الأسباب؟ وكيفية العلاج؟

التعرق ، هو استجابة طبيعية من الجسم لارتفاع درجة الحرارة ، مما يساعد علي تلطيف حرارة الجسم. ومع ذلك ، فإن التعرق المفرط ، الذي يحدث دون سبب واضح ، يمكن أن يكون علامة على حالة طبية خطيرة.

التعرق المفرط أو العرق الغزير ،(hyperhidrosis) ، هو حالة من زيادة التعرق بشكل غير طبيعى ، أما أن يحدث فى أماكن محددة من الجسم مثل اليدين والقدمين وتحت الأبط ، أو يكون عاما يحدث فى كل أنحاء الجسم. وهى مشكلة مرهقة جدا. تتسبب تلك الحالة فى إزعاج شديد للشخص ، و تعوق عمله. الأوراق أو الكتب التي يمسكها تتلف بسبب البلل، وتسبب الحالة أيضا حرجا اجتماعيا عند السلام علي الآخرين.

ولكن الوضع ليس بهذا السوء ، حيث يوجد علاجات متاحة تساعد علي تحسين الحالة ، وكثير منها يعتبر من المنتجات “العادية” التي لا تستلزم وصفة طبية ، وتوضع فوق الجلد.

أنواع التعرق المفرط وأسبابه

يوجد نوعان من حالة التعرق المفرط (هيبر هيدروسيس). نوع موضعى ، وهو الشكل الأكثر شيوعًا ، يصيب أماكن محددو مثل اليدين والقدمين وتح الأبط ، ونوع أخر عام يصيب كل أنحاء الجسم.

 1- التعرق البؤري الأساسي

مع هذا النوع (التعرق البؤري الأساسي – Primary focal sweating) ، تكون الأعصاب المسؤولة عن إرسال إشارات إلى الغدد العرقية لديها نشاط زائد عن الطبيعى ، حتى أذا لم يتم تحفيزها عن طريق ارتفاع درجة الحرارة أو نشاط بدني. وتزداد المشكلة سوءًا فى حالات التوتر والقلق والعصبية. هذا النوع عادةً يصيب راحة اليدين ، بالرغم أنه يحدث أحيانا فى أماكن أخري مثل القدمين أو تحت الأبط.

الأسباب: لا يوجد سبب طبي واضح لهذا النوع من فرط التعرق ، (التعرق البؤري الأساسي). ولكن يحتمل أن العامل الوراثى له دور. لأنه يسري أحيان في العائلات. ينتج عن طفرة (تغيير) في الجينات.

2- التعرق الثانوي

يحدث فرط التعرق الثانوي (secondary sweating) ، يحدث نتيجة لحالة طبية ، وهو الأقل شيوعًا ، و يؤثر عادة علي جميع أنحاء الجسم. تشمل الحالات المرضية التي قد تؤدي إلى التعرق الشديد ما يلي:
– مرض السكري
– الهبات الساخنة لانقطاع الطمث (سن اليأس عند المرأة)
– مشاكل وأمراض الغدة الدرقية
– انخفاض سكر الدم
– بعض أنواع السرطان
– النوبة القلبية
– اضطرابات الجهاز العصبي
– الالتهابات: تعتبر من أسباي غزارة العرق ، وأيضا تعتبر أحد المضاعفات الناجمة عن التعرق الشديد. فالأشخاص المصابون بالتعرق الشديد هم أكثر قبلية للأصابة بالعدى والأتهابات الجلدية.
– بعض الأدوية أيضًا  يمكن أن تؤدي إلى التعرق الشديد ، مثل انسحاب المواد الأفيونية.

العلاج

إذا كانت هناك حالة طبية أساسية تسببت فى مشكلة التعرق الغزير ، يجب علاج هذه الحالة أولاً. فاذا كان مرض السكرى ، كمثال ، هو سبب الحالة ، فيجب علاج المرض وضبط مستوى السكر فى الدم أولا. إذا لم يتم العثور على سبب واضح ، حينئذ يكون هدف العلاج هو السيطرة على التعرق المفرط. والعلاجات المتاحة حاليا لا تشفى تماما من الحالة ، ولكن ، وحتى إذا تحسن التعرق بعد العلاج ، فقد يتكرر مرة ومرات بعد فترة من الزمن. ومازال المجال يحتاج الي مزيد من الأبحاث والدراسات للوصول الي علاج فعال ونهائى.

مضادات التعرق

أول خطوات العلاج التي يجب البداية بها تشمل مضادات التعرق ، وهي الكريمات والرشاشات والدهانات المستخدمة في منع فرط التعرق. وغالبا ما تكون مضاف عليها معطرات لإزالة الرائحة الناجمة عن العرق ،ومنها ما يلي:
– مضادات التعرق بدون وصفة طبية ، يحتوي على كلوريد الألومنيوم (Drysol ، Xerac Ac). يمكن أن يسبب هذا المنتج تهيج الجلد والعين. عادة ما يتم وضعه على الجلد المصاب قبل الذهاب إلى الفراش. ثم تغسل المنتج عند الاستيقاظ ، مع الحرص على عدم ملامسة عينيك. إذا أصبحت بشرتك متهيجة ، فقد يساعدك كريم الهيدروكورتيزون.
– كريمات موصوفة طبيًا. قد يساعد الكريم الموصوف طبيا الذي يحتوي على الجليكو بيروت في فرط التعرق الذي يؤثر على الوجه والرأس.

الأدوية

أدوية تعوق عمل الأعصاب. بعض الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم تمنع المواد الكيميائية التي تساعد الأعصاب بالتواصل مع بعضها البعض. هذا يمكن أن يقلل التعرق لدى بعض الناس.
تشمل الآثار الجانبية المحتملة: جفاف الفم وعدم وضوح الرؤية ومشاكل المثانة.
مضادات الاكتئاب. يمكن لبعض الأدوية المستخدمة لعلاج الاكتئاب أن تقلل التعرق أيضًا. بالإضافة إلى ذلك ، قد تساعد في تقليل القلق الذي يؤدي إلى تفاقم فرط التعرق.

علاجات فرط التعرق الأخرى:

العلاج بواسطة أيونتوفوريسيس (iontophoresis). يستخدم جهاز طبي تيارات كهربائية خفيفة لتوصيل الدواء عبر الأغشية البيولوجية ، عادة يتم عمله أثناء جلوس الشخص المصاب فى الماء لمدة 20030 دقيقة. يستخدم علاج الـ أيونتوفوريسيس ، بشكل شائع ، لعلاج اضطراب فرط التعرق. فى البداية تتم الجلسات 3-4 مرات أسبوعيا ، ثم تكرر مرة أو مرتين شهريا.

حقن توكسين البوتولينوم. العلاج باستخدام توكسين البوتولينوم (مثل البوتوكس ، والمايوبلوك) الذى يمنع ، مؤقتا ، عمل الأعصاب التي تسبب التعرق المنطقة المصابة.  الحقن مؤلم جدا ، ولذلك يتم تجميد أو تخدير المنطقة أولاً. تحتاج كل منطقة مصابة في الجسم إلى عدة حقن. وتستمر التأثيرات 6-12 شهرًا ، ثم يجب تكرار العلاج بعد ذلك.
المضاعفات: الألم الشديد الناتج عن الحقن ، وقد يعاني بعض الأشخاص من ضعف عضلي مؤقت في المنطقة المعالجة.

العلاج بالموجات الدقيقة (علاج حراري). يتم استخدام جهاز طاقة الميكروويف لتدمير الغدد العرقية. تشمل العلاجات جلستين مدة كل منهما 20 إلى 30 دقيقة ، تعاد بعد ثلاثة أشهر.
الآثار الجانبية المحتملة هي تغيير في الإحساس بالجلد والانزعاج. وأيضا هذا العلاج مكلف وغير متاح على نطاق واسع.

جراحة ازالة غدة العرق. إذا حدث التعرق المفرط في الإبط ، فإن  إزالة الغدد العرقية جراحيا التى تغذي المنطقة يساعد على توقف التعرق. وهي جراحة طفيفة التوغل.

جراحة قطع العصب السيمبثاوى. (sympathectomy) خلال هذا الإجراء ، يقوم الجراح بقطع أو حرق أو شد أعصاب العمود الفقري التي تتحكم في تعرق المنطقة المصابة ، ولتكن مثلا راحة اليد. في بعض الحالات ، تحدث مضاعفات مثل التعرق المفرط في مناطق أخرى من الجسم (ويسمى التعرق التعويضي). 

الخاتمة:

فرط التعرق سخونة اليدين (Hyperhidrosis) حالة غير طبيعية. قد تكون الحالة بسيطة أو شديدة لدرجة اليدين بشكل واضح ، وقد تصيب كامل الجسم أو تنحصر فى منطقة اليدين. ويمكن أن يسبب هذا النوع من التعرق الشديد القلق والإحراج. عادةً يكون العلاج باستخدام مضادات التعرق ، والتي تُصرف بوصفة طبية. وتوجد أيضا أدوية وعلاجات مختلفة بخلاف مضادات التعرق. في الحالات الشديدة ، قد تكون الجراحة هى الحل ، لإزالة الغدد العرقية أو لفصل الأعصاب المسؤولة عن الإفراط في التعرق.

المصطلحات الطبية:
– التعرق المفرط = Hyperhidrosis
– تعرق راحة اليد = Palmar Hyperhidrosis

المصادر:
– https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/hyperhidrosis/symptoms-causes/syc-20367152
– cdc.gov/disasters/extremeheat/faq.html
– hopkinsmedicine.org/healthlibrary/conditions/respiratory_disorders/signs_of_respiratory_distress_85,P01326/
– https://www.healthline.com/health/skin-clammy
– https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3705293/
–